شكوى أسير
لأبي فِراس الحمدانيِّ
التعريف بالشاعر :
أبو فراس (اسم من أسماء الأسد) الحارث بن سعيد الحمداني ، أمير وشاعر عربي ولد (932 م - 320هـ) في الموصل بالعراق ، وقد توفي والده وهو طفل صغير لذلك نشأ في كنف (جوار ، رعاية) ابن عمه و زوج أخته سيف الدولة صاحب حلب ، وخاض إلى جانبه عدداً من المعارك ضد الروم البيزنطيين فأبلى فيها بلاء حسناً . أسره الروم فنظم في الأسر مجموعة من القصائد الوجدانية عرفت بـ (الروميات) وقتل سنة (968 م - 357 هـ) بعد وفاة سيف الدولة بعام نتيجة خلاف على الحكم بينه و بين ابن سيف الدولة سعد الدولة .
جو النص :
يتناول الشاعر في هذا النص حواراً مع محبوبته التي تظهر دهشتها من صبره على أهوال الحب فلا دمعه يجري ، ولا صبره ينفذ كحال المحبين ، وشاعرنا في هذا الحوار يقر و يعترف بحبه الشديد لها رغم كتمانه - الذي له أسباب - ، ثم يتحدث عن وعودها التي تخلفها دائماً ، ووفائه المؤكد لها رغم ظلمها المستمر له .
س1 : إلام يرمز الشاعر بـ[الحبيبة] ؟
جـ : يرمز الشاعر بـ[الحبيبة] إلى ذاته ؛ ليظهر همومه دون أن يشعر بالخزي أو المذلة ؛ لأن الضعف أمام المحبوبة والتهالك (الارتماء ، شدة التعلق)في حبها سمة الفروسية في ذلك العصر .
- و هناك رأي يقول أن هذه الحبيبة ما هي إلا رمز لابن عمه سيف الدولة الذي تأخر في فدائه من أسره لدى الروم البيزنطيين .
الأبيات : " آلام وأشواق "
1 - أراكَ عَصِىَّ الدَّمـعِ شِيمتُكَ الصَّبْرُ

2 - بلَى، أنا مُشْتاقٌ و عنْدِيَ لـوعـةٌ

3 - إذا الليلُ أضْواني بَسطْتُ يَدَ الهَوَى

4 - تكادُ تضِيءُ النـارُ بينَ جَوانِحـي

اللغويات :

- شيمتُك : خلقك ج شِيَم
- الصبر : التحمل والتجلد × الجزع
- أَمَا : أليس ؟
- للهوَى : للحب ج أهواء
- بلَى : حرف جواب للإثبات
- لوْعة : حُرقة من الشوق
- يذاع : ينشر × يستر
- أضْواني : ضمني وخيم على ، وأهزلني
- بسطتُ : مددت ونشرت × قبضت
- أذللتُ دمْعاً : أخضعته والمراد كلما خلوت بنفسي في جُنَحِ الليل أعلنت حبي وفاضت دموعي التي من عادتها الامتناع
- خلائِقه : صفاته ج خَلِيقة
- الكِبْر : العزة والكبرياء
- تكادُ : تقرب ، توشك
- جوانحي : ضلوعي م جانحة
- هي : ضمير عائد على النار
- أذكتْها : زادتها اشتعالاً ، أججتها × أطفأتها ، أخمدتها
- الصبابة : حرارة الشوق × الفتور
الشرح :
تبدأ الحبيبة بالتعجب من أمر الشاعر الصابر الممتنع الدمع ، وكأن سلطان الحب لا تأثير عليه - فيأتي رد الشاعر المحب بالإيجاب قائلاً : أنه شديد الحب و الشوق يكويه بناره ولكنه يكتم هذا الحب ولا يذيع سره بين الناس ؛ فإفشاء السر ضعف - وأنه حين يضمه الليل و يستره عن الناس و ينفرد بنفسه ويسترجع ذكرياته فإن أنهار الدموع التي تعودت الكبرياء (كبرياء نفسه وهو الأمير ) تفيض مدرارة - ولقد أوشكت النار (نار الشوق) أن تندلع من ضلوعه بعدما حركتها حرارة الشوق والتفكير في المحبوبة .
س1 : يصور البيت الثاني صراع الشاعر بين عواطفه ومكانته الاجتماعية. وضح ذلك .
أو تصور الأبيات صراع بين الكبرياء و العاطفة . وضح ذلك .
جـ : بالفعل فقلبه مملوء بالشوق واللوعة ، ولكنه أمير وقائد له مكانته الاجتماعية في قومه ، ويرفض أن يعلن حبه وآلامه حفاظا على مكانته .
س2 : تعبر الأبيات (2 -4) عن عاطفة الشاعر الفياضة . وضح هذه العاطفة . (سؤال امتحان الدور الأول 98)
جـ : حينما ينفرد الشاعر بنفسه ويضمه الليل ، تتناوب عليه الأفكار والذكريات ، فيعطي للحب قياده ، ويترك دموعه تسيل ، عساها تخفف من هذه النار المشتعلة في قلبه والتي تكاد تضيء الليل حوله .
ويناجي الشاعر حبيبته … يناديها كم منيت قلبي باللقاء ووعدته به وكم أخلفت وعودك ، وإذا مات عاشق صادق الحب وفيّ العهد مثلى دون أن يروي ظمأه ويشفي غلته ، فلا جدوى من الحب لأي إنسان . (إجابة نموذج التصحيح)
س3 : تعكس الأبيات (2 -4) إحساس الشاعر بالألم حين يخلو بنفسه ليلاً ويخشى الموت قبل لقاء محبوبته . اشرح ذلك من خلال الأبيات . (سؤال امتحان الدور الثاني 99)
جـ : الشاعر محب مثل كل المحبين ، يتألم مثلهم غير أنه يظهر الصبر والجلد ، حتى إذا ضمه الليل تناولت عليه الأفكار والذكريات فأعطى للحب قياده وترك دموعه لتسيل ، عساها تخفف من هذه النار المشتعلة في قلبه ، والتي تكاد تضئ الليل من حوله ، ويناجي الشاعر حبيبته … يناديها كم منيت قلبي باللقاء ووعدته به ، ولم أخلفت وعودك ؟ وإذا مات عاشق صادق الحب ، وفي العهد مثلي دون أن يرى ظمأه ويشفى غلته فلا جدوى من الحب لأي إنسان . (إجابة نموذج التصحيح)
س4 : عبر الشاعر عن نفسه في حوار بينه وبين من يحب ، فماذا قال ؟ (سؤال امتحان الدور الأول 2005)
جـ : عبّر الشاعر عن نفسه مستخدماً الحوار بيه وبين محبوبته التي تتعجب من صبره وتجلده وتتساءل في دهشة ، أليس للهوى سلطان عليك ؟ ولكن الشاعر محب مثل كل المحبين ، يتألم ويتعذب مثلهم غير أنه يتجلد كاتماً سر شقائه ويأسه ، حتى إذا ضمه الليل تناوبت عليه الأفكار والذكريات فأعطى للحب قياده (أي نفسه) وترك دموعه تسيل ، عساها تخفف عنه هذه النار المشتعلة في قلبه ، والتي تكاد تضيء الليل حوله . (إجابة نموذج التصحيح)
التذوق :

[عَصِيَّ الدَّمعِ] : استعارة مكنية تصور الدمع بالإنسان العاصي ، وسر جمالها التشخيص ، وتوحي برباطة الجأش (النفس) ، وقوة العزيمة .
[شيمتُكَالصَّبْرُ] : أسلوبقصر بتعريف المبتدأ و الخبر فيه تأكيد .
[الصَّبْرُ - أمْرُ] : تصريع يعطي جرعة موسيقية إضافية في بداية القصيدة .
[أما للِهوَى نهيٌ عليكَ ولا أمْرُ ؟] : أسلوب إنشائي / استفهام ، غرضه : التعجب .
[أما للِهوَى نهيٌ عليكَ ولا أمْرُ ؟] : استعارةمكنية تصور الهوى إنسانا يأمر وينهي وسر جمالها التشخيص ، وهي صورة توحي بقدرة الشاعر على التحكّم في النفس ، والسيطرة على المشاعر .
[نهيٌ - أمْرُ] : محسن بديعي/ طباق يوضح المعنى بالتضاد .
[بلَى ، أنامُشْتاقٌ] : جواب يتضمن التأكيد على اعترافه بحبه .
[أنا مُشْتاقٌ - وعِنْدِيَ لوعةٌ] : إطناب بالترادف يفيد : التأكيد على حبه .
[ولكنَّ مِثْلِي لا يُذَاعُ له سِرُّ] : استدراك يبين أن الشاعر [الأمير] في وضع اجتماعي لا يسمح له بإظهار ضعفه كمحب (إظهار الضعف وضع لا يتناسب مع مكانة الأمراء) .
[البيت الثاني كله] : كناية عن تجلده وتماسكه ، وشدة حبه .
[إذا] : تفيد التحقق لإثبات أثر الهوى المحرق فيه .
[الليلُ أضواني] : استعارةمكنية لليل بغطاء ، وهي توحي بمدى المعاناة .
[يَدَ الهَوَى] : استعارةمكنية تصور الهوى إنسانًا له يد مبسوطة ، وتوحي بقوة الحب.
[وأذللتُ دمعاً من خلائقِه الكِبْرُ] : استعارةمكنية تصور الدمع إنساناً ذليلاً بعد أن كان متكبرا. وسر جمالها التشخيص ، وتوحي بقوة العاطفة .
[أذللتُ - الكِبْرُ] : محسن بديعي/ طباق يوضح المعنى بالتضاد .
[دمعاً] : نكرة للتعظيم وبيان قيمة ذلك الدمع ، فهو ليس بالهين
[تكاد تضيء النار بين جوانحي] : كناية عن شدة الشوق حتى إن لوعته تكاد تضيء .
[تضيءالنار] : استعارةتصريحية تصور الشوق نارا مشتعلة وسر جمالها التجسيم وتوحي بقوة الحب .
[جوانحي] : مجازمرسل عن القلب علاقته " المحلية " .
[أذكتها الصبابة والفكر] : استعارةمكنية تصور الصبابة والفكر وقودا يزيد هذه النار اشتعالا ، وسر جمالها التجسيم وهي امتداد للخيال في البيت .
الأبيات : " حب وغدر "
5 - معللتي بالوصل والموت دونه

6 - وفيت وفي بعض الوفاء مذلة

7 - وقور وريعان الصبا يستفزها

اللغويات :

- بالوصْل : باللقاء × الهجر ، القطيعة ، الفراق
- دونه : قبله × بعده
- ظمآنًا : عطشانا ج ظِماء مؤنثها : ظَمْأَى
- القطْر : المطر م قطرة
- الوفاء : الإخلاص × الغدر والخيانة
- آنسة : فتاة جميلة لم تتزوج بعد ج آنِسات وأَوانِس
- الحي : القبيلة ج أحْياء
- الغدْر : عدم الوفاء ، الخيانة
- وقورٌ : رزينة عاقلة (هذه الصيغة يستوي فيها المذكر والمؤنث)× طائشة ، رعناء
- ريعانُ الصِّبا : أول الشباب ، مَيْعَته ، و المقصود : نضارته
- يستفزُّها : يُثيرها
- تأرنُ : تنشط × تكسل
- المُهر : ولد الحصان ج أَمْهَار ، مِهَار ، مِهَارَة .
الشرح :
س1 : اشرح الأبيات مبيناً لون العاطفة وأثرها في التعبير.
جـ : تسيطر على الشاعر هنا عاطفة الشكوى من هذه الحبيبة التي تعده باللقاء ولا تفي و تخلف وعدها دائماً ، وهو يخشى أن يعاجله الموت قبل أن يلقاها (فالموت أقرب من لقائها) و يروي ظمأه و يطفئ شوقه ويدعو على كل المحبين بنفس المصير وهو الحرمان من السعادة مثله ؛ حتى لا ينفرد بالعذاب - ثم يشكو الشاعر - وهو المحب المخلص - حبيبته الفاتنة التي ذاق في حبها مرارة الذل وقد قابلت ذلك الوفاء بالغدر - إنها فتاة رزينة عاقلة لا تظهر ما في قلبها وأحياناً يثيرها شبابها ويستثيرها جمالها فتصبح كالمهر النشيط .
- وقد ظهر أثر هذه العاطفة حين الحديث عن تمنعها بذكره الموت دون الوصل (وإذامتظمآنا) ، والمقابلة الجميلة في البيت الثاني ، وحين الهدوء يقول (وقور) ، وحين النشاط يقول (تأرن) .
س2 : ما رأي النقاد في معنى البيت الأول ؟ واذكر رأيك .
جـ : في هذا البيت نزعة ليست إنسانية ، فهو يدعو على جميع المحبين بعدم اللقاء .
- و أرى أن في هذا أنانية منه .
س3 : أي المبادئ الآتية تفضل ؟ ولماذا ؟ وما رأيك في موقف أبي فراس وهو الفارس الشاعر ؟
( أ) إذا متُّ ظمآنَا فلا نَزَل القطرُ .
(ب) أموتُ ويحيا قومي .
(جـ) أدافع مع قومي فنحيا جميعًا أو نهلك جميعًا .
جـ : أفضل الموقف (ب) لأنه يدل على التضحية والإيثار . أما موقف أبي فراس فيدل على الأثرة (الأنانية × الإيثار) وحب النفس ، و هذا لا يتناسب مع فارس شجاع دافع عن قومه وضحى من أجلهم ، ولعل موقفه هنا متأثر بآلام قلبه التي تصر حبيبته على إشعالها وعلى استمرارها في هجره إلى النهاية ، ولكن هذا التبرير ليس كافياً فهو مَعيب في هذه الأثَرة .
س4 : في البيت السابع وصف الشاعر محبو بته بصفتين متناقضتين. فإلى أي حد أظهر طبيعة الأنوثة فيها ؟
جـ : في البيت السابع وصفها بصفتين متناقضتين وهما أنها (وقور) وأن الشباب (يستفزها) وقد كان موفقاً ؛ لأن تلك هي طبيعةالأنثى لا تستقر على حال .
س5 : تشير الأبيات إلى ارتباط الشاعر بمن يحب على الرغم من أذاه اشرح ذلك .(سؤال امتحان الدور الثاني 2000)
جـ : إن حبيبة الشاعر تمنيه بالوصال ، وكم تمنى هذا اللقاء ولكنها أخلفت وعدها ، يقول : وإذا مات شاعر وفي العهد مثلي دون أن يروي ظمأه . ويشفي غلته (عطشه) فلا جدوى من الحب لأي إنسان ، لقد وفيت لفاتنة تغدر بحبها ، وعلى الرغم من أن في وفائي مذلة لي ومهانة ؛ لأنه يقابل بالغدر ولكن لا أستطيع إلا الوفاء .. إن هذه الحبيبة وقور ساكنة دائماً وأحياناً يثيرها شبابها وجمالها فتثور نشاطاً وحيوية مثل المهر الصغير غير المروض . (إجابة نموذج التصحيح)
س6 : وصف الشاعر محبوبته في الأبيات بصفات ثلاث ، فما هي ؟ (سؤال امتحان الدور الأول 2003)
جـ : الصفات التي وصف الشاعر بها محبوبته هي :
1 - التمنع : حيث إنها كانت تمنيه بالوصل ولا تعطيه .
2 - الغدر : فهي لا تفي مع من تعده بحبها .
3 - متقلبةالمزاج ، لشدة جمالها . (إجابة نموذج التصحيح)
التذوق :

[والموتُدونَهُ] : كناية عن دوام الهجر حتى النهاية .
[فلا نزلَ القَطْرُ] : أسلوب خبري لفظاً إنشائي معنى غرضه : الدعاء على المحبين بعدم اللقاء وبالتالي حرمانهم من السعادة مثله ، وفي هذا أثرة (أنانية) من الشاعر .
[ظَمْآناً] : يعيب النقاد على الشاعر عنا أنه صرّف (ظمآناً) مع أنها ممنوعة من الصرف ، ولكن يباح للشاعر ذلك للوزن وهذا يسمى بالضرورةالشعرية ولا عيب فيه .
[البيت الخامس كله] : تشبيهضمني لمعاناته حيث صور المحروم من لقاء حبيبته بالظمآن المحروم من الماء .
تذكر أن :
التشبيه الضمني : وهو تشبيه خفي لا يأتي على الصورة المعهودة ولا يُصَرح فيه بالمشبه و المشبه به ، بل يُفْهم ويُلْمح فيه التشبيه من مضمون الكلام ، ولذلك سُمّي بالتشبيه الضمني ، وغالباً ما يكون المشبه قضية أو ادعاء يحتاج للدليل أو البرهان ، ويكون المشبه به هو الدليل أو البرهان . و غالباً يأتي بجملتين أو أكثر بدلاً من جملة واحدة .
مثال : قال ابن الرومي :
عَدُوُّكَ مِن صديقِكَ مُسْــتَفَادٌ فلا تستكثِرَنَّ مِنَ الصِّـحَابِ
فإنَّ الدَّاء أَكْثَرُ ما تــــراهُ يَحُولُ من الطَّعامِ أو الشَّرابِ
يشبه ابن الرومي تحول الصداقة إلى عداوة بتحول الطعام والشراب إلى أسباب المرض ؛ ولكنه لم يعبر عن هذا المعنى دفعة واحدة ، كما يقتضي التشبيه الصريح فلم يقل : إن بعض الأصدقاء يتحولون إلى أعداء ، كما يتحول بعض الطعام والشراب إلى أذى للجسم ، وإنما دل على كل من ركني التشبيه بجملة مستقلة ، وتركنا نفهم معنى التشبيه من البيتين .
[وفَيْتُ] : تعبير فيه إيجاز ؛ ليدل على أنه متصف بالوفاء المطلق .
[وفي بعضِ الوفاءِ مذلَّةٌ] : جملة اعتراضية ، و هي حكمة جميلة دقيقة فليس في كل الوفاء مذلة ، وإنما في بعضه فقط .
[الوفاءِ - الغَدْرُ] : محسن بديعي / طباق يوضح المعنى بالتضاد .
[شِيمتُهاالغَدْرُ] : أسلوبقصر بتعريف المبتدأ و الخبر فيه تأكيد .
[وقُور - يستفزُّها] : محسن بديعي / طباق يوضح المعنى بالتضاد ، ويدل على التناقض في طبيعة المرأة .
[فتأْرنُ أحياناً كما يأرَنُ المُهْرُ] : تشبيه لها بالمهر في نشاطها واندفاعها في حيوية ، وهي صورة توحي بتقلبات المحبوبة السريعة وعنفها في معاملته .
س1 : لعاطفة الشاعر أثر كبير في اختيار الألفاظ . وضح ذلك . (سؤال امتحان الدور الأول 2003)
جـ : العاطفة امتزجت فيها اللوعة والحسرة والإعجاب . أما اللوعة والحسرة فقد اختار الشاعر لها الألفاظ المعبرة عن خداع الحبيبة له وغدرها به رغم وفائه لها . " والموت دونه . مت ظمأنا ". أما الإعجاب بها فقد ذكر ما يناسب وهو "وقور" وتلمَّس لها العذر في قوله " وريعان الصبا " . (إجابة نموذج التصحيح)
الأبيات : " حوار مع المحبوبة "
8 - تسـائلني من أنت ؟ وهي عليمة

9 - فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى

10 - فقلت لها : لو شــئت لم تتعنتي

11 - فقالت: لقد أزرى بك الدهـر بعدنا

12 - وما كان للأحزانِ لولاكِ مَسْــلكٌ


اللغويات :

- نُكْر : جهْل × علم ، معرفة
- شاءتْ : أرادت و رغبت
- الهوى : الحب ج أهواء
- قتيلُك : أنا من قتله حبك
- كثْر : كثيرون
- تتعنتي : تتشددي ، تتصلبي × تتساهلي
- خبْر : خبرة ، معرفة ، علم
- أزرَى بك الدهرُ : استهان بك وأصابك المقصود : غيَّر أحوالك
- معاذَ الله : أعوذُ بالله وألجأ إليه
- بل أنتِ لا الدهرُ : أنتِ السبب فيما أصابني بهجرك وليس الدهر
- مسلَك : طريق ج مسالك
- للبِلَى : للفناء والعجز
- جسْر : قنطرة ، معبر ج جسور ، أجْسُر والمعنى أن الحب طريق الفناء و النهاية .
الشرح :
ويحكي الشاعر الحوار الذي دار بينه وبين المحبوبة فيقول أنها تسأله متعمدةالجهلبه (وهذا يسمى تجاهل العارف) : مَنْ تكون ؟!! يا له من سؤال !! وهي أعلم الناس بي ولا يمكن أن يكون أمر عاشق مثلي مجهولاً .. فأجبتها الجواب الذي تتمناه وتنتظره وتريد أن تسمعه : أنا قتيل حبك ، فإذا بها تزيد عذابي وتؤجج نيراني وتتساءل : أيهم أنت ؟ ! فقتلاي كثيرون لا حصر لهم !! .. فقلت لها لو أردت معرفة الحقيقة و الإنصاف ما تشددت في معاملتي وضيعت الوقت في السؤال و أنت أدرى الناس بما في قلبي من ينابيع حب لكِ ... فقالت : لقد غيركالدهر وبدل أحوالك ، فقلت لها : أستعيذ بالله من هذا التفسير المخالف للواقع فليس الدهر الذي فعل بي ذلك بلأنت السبب فيما حدث ويحدث لي ؛ فلولا هجرك لي ما عرفت الأحزان طريقها إلى قلبي و لما جعلت حبي لكِ جسراً يؤدي إلى هلاكي .
التذوق :

[وهي عليمة] : جملة حالية تؤكد معرفتها الشديدة به .
[وهَلْ بِفَتًى مِثْلِي على حَالهِ نُكْرُ ؟] : أسلوب إنشائي / استفهام للنفي ، وفيه كناية عن شهرته المؤكدة .
[بِفَتًى] : نكرة للتعظيم من شأنه .
[عَليمَةٌ - نكْرٌ] : محسن بديعي / طباق يوضح المعنى بالتضاد .
[فقُلْتُ كما شاءَتْ] : تعبير يدل على شدة حبه و محاولاته المتكررة لإرضائها .
[وشاءَ لها الهوَى] : استعارةمكنية فيها تصوير للهوى بإنسان له مشيئة ، وسر جمالها التشخيص ، وهي توحي بسيطرة حبها على قلبه .
[فقُلْتُ قتيلُك] : تشبيه لنفسه في حبها بالقتيل ، وهي صورة توحي بأثر الحب فيه ، وفي (قتيلك) إيجاز بحذف المبتدأ وتقديره " أنا " ، و أيضاً أسلوب قصر بتعريف المبتدأ " أنا " والخبر ، للتأكيد و التخصيص .
[قالت : أيُّهُمْ ؟] : أسلوب إنشائي / استفهام لإثارة الغيرة وزيادة الشوق .
[فَهُمُ كُثْرُ] : تعليل للسؤال السابق يزيد من غيرته .

[أزرَى بك الدهُر] : استعارةمكنية تصور الدهر إنسانا يستهين به وسر جمالها التشخيص وتوحي بسوء حاله .
[أنتِلاالدهرُ] : أسلوبقصر يفيد التوكيد وتخصيص ما أصابه بسببها وبسبب حبها . (ووسيلة القصر هنا العطف بلا).
تذكر أن :
أشهر طرق القصر :
النفي والاستثناء - إنما - العطف بلا ، أو بل ، أو لكن - تقديم ماحقه التأخير



التعليق :
س1 : ما أنواع الغزل ؟ ومن أي أنواع الغزل هذا النص ؟
جـ: أنواع الغزل :
1 - غزل صريح : ويهتم بذكر محاسن المرأة الجسدية (الحسية) .
2 - غزلعفيف : ويهتم بذكر محاسن المرأة الخلقية و لوعة الحب ، ويتميز بصدق العاطفة وحرارة الشوق وعفة اللسان والقلب.
3 - غزلصناعي : وهو الذي تبدأ به القصائد بطريقة تقليدية ، تمهيداً للموضوع وجذباً لانتباه السامع [فهو أشبه بالمقدمة الموسيقية للأغنية].
- و النص من الغزل العفيف .
س2 : علام اعتمد الشاعر في عرض أفكاره ؟
جـ : اعتمد الشاعر على طريقة الحوار بينه وبين محبوبته .
س3 : يرى النقاد أن الحوار في هذه القصيدة زادها حيوية - وضح ذلك من خلال أبياتها .
جـ: بالفعل فلقد اعتمد الشاعر على الحوار تشويقاً للقارئ فتسأله المحبوبة من أنت و هي أعلم بمكانته فيجيبها : قتيلُ هواكِ فتسأله : أيهَّم أنتَ ؟ فهم كثيرون فيطلب منها ألا تتشدد في معاملته . فتقول له : لقد غير الدهر أحوالك وأضعف جسمك وغير ملامحك ، فيبين لها أن هجرها هو السبب فيما يعاني .
وهذا الحوار جعل المعاني تستقر وجعلنا نعيش تجربة الشاعر كأنها أمامنا .
س4 : بم تمتاز قصيدة أبى فراس ؟
جـ: تمتاز قصيدة أبي فراس :
1 - من حيث الأفكار ترابطها وعرضها عن طريق الحوار.
2 - من حيث العاطفة قوتها مما أدى إلى روعة التصوير .
3 - من حيث الألفاظ ملاءمتها للجو النفسي وجمال الصياغة واستخدام بعض المحسنات التي تخدم الفكرة .
س5 : ما ملامح شخصية الشاعر ؟
جـ : ملامح شخصية الشاعر :
1 - له مركز اجتماعي يدعوه إلى كتمان عواطفه.
2 - يمتاز بالوفاء ويتحمل ما يجلبه له من المذلة .
3 - يُؤخذ عليه نزعة الأثرة والأنانية في قوله (إذا مِتُّ ظمآناً فلا نزلَ القطرُ) .
س6 : ما ملامح البيئة في النص ؟
جـ : ملامح البيئة في النص :
1 - مراعاة المركز الاجتماعي في السلوك وكتمان العواطف .
2 - أصالة الأمراء من بني حمدان ومقدرتهم الأدبية ولا سيما في الشعر.
3 - من حيوان البيئة العربية (المُهرُ) واعتماد بعضهم على ماء المطر .
تدريبات :
س1 : متى يكتم الشاعر دموعه ؟ و متى يطلقها ؟ وما دلالة ذلك ؟
س2 : تظهر القصيدة أنانية الشاعر الشديدة . وضح .
س3 : ما أهم صفة عند محبوبة الشاعر ؟
س4 : محبوبة الشاعر تسأله : من أنت ؟ وهي تعرفه ، فما دلالة ذلك ؟
س5 : الكاف في [أراك] تعود على ....................... . أكمل .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق